معتل في منظور الشخص الثاني
كان جالساً في أروقة السوق المزدحمة مفترشاً معطفهِ تاركاً ثقل هذه المجرة وبعيون تترقب الأقدام الآتية نحوه لتسحقهُ أو اليدَين لتدفعهُ، تخيل نفسك واقفاً بين نظرات الجميع ذلك اللون الأصفر في لوحة بيضاء الأمر أشبه بحرف تحت تتبع الأصبع، ينظر له الناس كأنه فراغ وأن يكون شيء سيكون جماد بالنسبة لهم في وسط هذا الكوكب الذي يكون قاسياً على من يملكون العقل فكيف للذين أجبرتهم الحياة للتخلي عن العقل.
أن تكون شخص فاقد العقل أمر لا تحسد عليه فالابتعاد عن الناس يحتاج عقل للهروب من بعض الشياطين وضجيج العالم، بلا عقل ستكون بتلك البرائه ليكون في منظورك كلهم ملائكة والحقيقة منهم شياطين راقصة متدافعة على الأولوية وفرض الذات.
بعد ما نال الكثير من السحقات يبدو أنه شعر بالجوع، لتأخذهُ رائحة الطعام إلى مطعم فاخر، رأى الكثير من الأشخاص يدخلون ثم يجلسون وبعد ذلك يأتيهم الطعام معتقدٍ أنه بالمجان، وبكل برائه ذهب ليكون مندمجاً مع هؤلاء الملائكة ظناً منه بأنه سيحصل على مراده هنا، ليتفاجئ الناس بدخولهُ وبدأ الناس ينظرون إليه بلا تقبل ودون رحمة نعلم ما يفكر بهِ شخصاً عاقل، الأكل هنا غير مجان لكن هذا التفكير للأشخاص الذين يملكون العقل.
وبلا رحمة طرد بعد أن تذوق رائحة الدجاج التي كان ثمنها تمزق ملابسه البالية الدفء، عندما رأيتهُ من نافذة السيارة التي تقطر بقطرات المطر الباردة وهو يتجول بكل دفء، متسائلا في نفسي هل يشعر بهذا البرد؟ ؟ ؟ أعتقد انه أعتاد على مناخ وبرودة قلب البشر!
علي قاسم هيال
تعليقات
إرسال تعليق