ما مصير هذه الطفلة؟
واقفٌ بَين أصوات المارة وَصخب أصوات الأجهزة الطبية، بعيون نعاسة ومتورمة فقد مر يومان لم أذق طعم النوم، كنتُ مَندمج مع الأصوات المحيطة حيث هنالك- صوت أنقباض الاسرة وصوت هبوط المصاعد ،وفي الخارج أصوات مزامير السيارات وَصافرة المرورة الأتية من بعيد، وحركة أغصان الأشجار فقد كانت الرياح عالية، حيث يسمع صوت تراطم نافذة في الطابق الثالث التي تُركت مفتوحةً بعدما نقلوا الشخص المريض بفزع إلى صالة العمليات. في ساعات الصباح الأولى وما زالت الأصوات تسمع أين ما وضعت تركيزك وبتناغم،إضافةٌ إلى أصوات جديدة شُغلت كُل تركيزي وُدق لها نغم أُذنِي وشغلت كل مشاعري -صوت دفع سرير المحمل بجثة فتاة كانت بطول السرير عندما نظرت أليها ، غادر تركيزي المكان بعيداً عن الزاوية التي كانت متكأً لي ،وبعيداً عن صوت النافذة المفتوحة وحركة تدافع المارة -لأسمع صوت طفلة تبكي فزعة "أمي أريد أمي" بين أحضان الجدة وَتشير إلى ناقلة الجثة المَركونة بَين أحضان العائلة وسط أنهيار وصرخات غاضبة بنبرات حزن تضرب جدران المشفى بعبارات وتساؤلات ؟؟؟؟؟؟ "لما فعل بها هذا؟" " أنها في عمر الورد". أيعقل وكيف لشخص أن...